"أنتِ حامل؟ مبروك، اذهبي للسرير واستريحي ولا تتحركي أو تبذلي أي مجهود حتى الولادة كي تحافظين على نفسك وعلى جنينك"
تلك الثقافة الخاطئة منتشرة بكثرة للأسف الشديد في مجتمعنا العربي لكن في هذا الموضوع ستعلمين أن ممارسة الرياضة لها العديد من الفوائد العظيمة أثناء الحمل وعند الولادة وبعدها أيضاً.
كلنا نعلم أن الرياضة بوجه عام مفيدة جداً للجسم ولكن ما لا ندركه أن ممارستها أثناء الحمل بطريقة صحيحة تكون أكثر فائدة. فعادة ما يوصى الخبراء بحوالي 20 إلى 30 دقيقة من ممارسة الرياضة في معظم –إن لم يكن كل- أيام الإسبوع خلال فترة الحمل.
هذا بالطبع بعد التأكد من طبيبك المتابع لحالتك أنه لا يوجد لديك ما يمنع ممارسة الرياضة أثناء الحمل.
وها هي الفوائد التي ستحصلين عليها عند ممارسة الرياضة أثناء الحمل:
-
ستزدادين طاقة!
الحمل بطبيعة الحال يستهلك قدراً من طاقتك ويصيبك بالإرهاق أغلب الوقت! لكن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تحسّن الدورة الدموية وعضلة القلب وتزيدك نشاطاً وطاقة وسترين أثر ذلك والفرق الواضح عندما تقومين بأعمالك اليومية سواء في المنزل أو عند الذهاب للتسوّق بالخارج وستلاحظين أن التعب والإرهاق أقل بكثير من السابق.
معظم السيدات تبدأ الرياضة أول يوم أو أول إسبوع ثم تتوقف عن ممارستها بسبب الشعور بالتعب أو الاجهاد في البداية وهذا خطأ!
السر يكمن في ممارسة الرياضة بانتظام وستشعرين بالفرق بمجرد أن تتعودين عليها.
-
ستنامين بشكل أفضل.
كلما تقدمتي في مراحل الحمل ستجدين بعض الصعوبات الطبيعية في إيجاد وضع مناسب ومريح للنوم، ولكن ممارسة التمرينات الرياضية قبل ميعاد النوم ببضعة ساعات ستقوم بحل هذه المشكلة لأنها ستخلص جسمك من جميع آثار التعب والإجهاد وستحصلين بذلك على نوم عميق وهادئ بسهولة.
وفيما يتعلق بالنوم يمكنك قراءة:
- أفضل أوضاع النوم المناسبة والمريحة للحامل.
- عادات وممارسات صحية لنوم هادئ ومريح أثناء الحمل.
-
تقلل الرياضة من المشاكل المصاحبة للحمل
تساعد الرياضة أثناء الحمل في التخفيف من بعض الأعراض المصاحبة للحمل مثل الانتفاخ ، الإمساك ، البواسير ، الدوالي ، وآلام الظهر. ووجدت بعض الدراسات أيضاً أن ممارسة الرياضة أثناء الحمل تقلل من الإصابة ببعض مشاكل الحمل الشائعة مثل الحمل السكرى وتسمم الحمل.
(ولكن يجب الحذر إذا كنتِ بالفعل مصابة بتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم، فيجب أن تستشيري طبيبك أولاً ليحدد لكِ الرياضة المناسبة لكِ في هذه الحالة.)
أما إذا تم تشخيصك بالحمل السكرى، فإن الرياضة ستشكل لكِ فرقاً واضحاً حيث أثبتت احدى الدراسة أن ممارسة الرياضة ستقلل من احتمالية ولادة طفل ذو وزن زائد بنسبة 58% -وتلك حالة شائعة عند السيدات التي تُصاب بالحمل السكرى- وكذلك تقل احتمالية إجراءك لجراحة قيصرية للولادة بنسبة 34%.
-
تقلل كثيراً الإحساس بعدم الراحة المصاحب للحمل
ممارسة الرياضة بشكل منتظم تقوّى العضلات ويقلل ذلك من شعورك بالألم والإرهاق المصاحبين للحمل. فقد وُجد أن المشي يحسّن من الدورة الدموية، واليوجا تقلل آلام الظهر، وتقوم السباحة بتقوية عضلات البطن.
-
تُهيئ جسمك جيداً للولادة!
إذا كان جسمك يتمتع بصحة جيدة بسبب الرياضة، فحتماً ستواجهين صعوبات الولادة بمعاناة أقل. وأظهرت بعض الدراسات الحديثة أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تقليل وقت المخاض وتسهيل عملية الولادة على الحامل. اللياقة والصحة البدنية لن تقلل من آلام الولادة ولكنها ستمنحك القوة اللازمة لتحمل تلك الآلام.
واقرأي أيضاً: 4 تمارين رياضية تسهّل عملية الولادة.
-
تقلل من التوتر والضغط وترفع من روحك المعنوية.
الحمل والتقلبات المزاجية مرتبطان دائماً للأسف!. ووجدت إحدى الدراسات أن ممارسة الرياضة يزيد من هرمون يسمّى " السيروتونين" الذي يُسمى "هرمون السعادة" ويحسّن مزاجك بشكل كبير، وإذا أشركتِ معكِ بعض صديقاتك أثناء ممارسة التمرينات الرياضية ستتشجعين وتستمرين بالمواظبة والانتظام عليها.
-
تحسّن من صورتك أمام نفسك
مشاهدة وزنك يزداد يوماً بعد آخر في فترة الحمل قد يشعرك بالقلق والإحباط، لكن عندما تمارسين الرياضة وتكونين في حالة من النشاط الدائم يساعد ذلك كثيراً في تحسين صورتك أمام نفسك ويزيد من فرصة حفاظك على الزيادة المناسبة أثناء الحمل بشكل مثالي.
-
ستستعيدين وزنك لما قبل الحمل بشكل أسرع.
ممارسة الرياضة قبل الحمل ستنفعك أيضاً بعد الولادة فحتماً إذا لم تكتسبي الكثير من الوزن أثناء الحمل بسبب اتباعك لنظام رياضي معين ف ستكون مهمتك لخسارة هذا الوزن أسهل بكثير.
كما أن الرياضة تزيد من قوة عضلاتك مما يساعد جسمك على استعادة حالته الأولى قبل الحمل بطريقة أسرع وأسهل.
والآن تذكري أن الرياضة مفيدة لصحة أية شخص، فما بالك بكِ وأنتِ تحملين طفلك ؛ سيفيدك ذلك كثيراً ويعود عليه هو أيضا بالفائدة.