تغلبنا الحماسة والسعادة عندما يُتم الرضيع ستة أشهر؛ فخصائص نمو الطفل من الشهر السادس للشهر الثاني عشر تختلف عن الستة أشهر الأولى، فقد أصبح حضوره ملحوظا، وصار يُضفي على البيت بهجة، فهو أصبح قادراً على إطلاق الأصوات والضحكات، كما صار قادراً على الجلوس بجوارنا كالشخص البالغ.

فيُعد الشهر السادس نقطة تحول بحياة الطفل والأبوين، فيُبدي الطفل رغبته في الحركة ومشاركتكم الحياة كما هي، والجلوس معكم لمائدة الطعام، ويُحب إمساك الطعام بيديه، واللعب به والتعرف عليه بفمه، فيبدأ الطفل بعد شهره السادس؛ رحلة نمو جديدة ليُحقق السمات العمرية الخاصة بالنصف الثاني من عامه الأول، فدعينا نتعرف على السمات العمرية، وخصائص نمو الطفل من الشهر السادس للشهر الثاني عشر، وكيف نساعده على تحقيقها بأيسر الطرق.

خصائص نمو الطفل من الشهر السادس للشهر الثاني عشر

يُقسم المتخصصون النصف الثاني من عام الطفل الأول لمرحلتين، مرحلة أولى تضم خصائص نمو الطفل من الشهر السادس للشهر التاسع، ومرحلة ثانية تضم خصائص نمو الطفل من الشهر العاشر للشهر الثاني عشر.

لذا سنتناول كلاً من المرحلتين على حدى، وكيف نتجاوب مع احتياجات الطفل بها.

خصائص نمو الطفل من الشهر السادس للشهر التاسع

1. يتطور النمو الحركي للطفل بهذه المرحلة، ويبدأ بالاستعداد للزحف، ويستند على يديه، وركبتيه ويُؤرجح  نفسه للأمام وللخلف، وقد يُتقن الزحف بشهره السابع أو الثامن أو التاسع، فيختلف التطور الحركي من طفل لآخر، وقد لا يزحف الطفل مطلقاً وينتقل لمرحلة المشي دون المرور بالزحف.

2. يُتقن الطفل إحكام قبضته على الألعاب، كما يمكنه إمساك زجاجة جيداً.

3. قد يبدأ الطفل من الشهر الثامن أوالتاسع بمحاولة الوقوف، والتنقل بالاستناد على الأثاث الذي في مستواه.

4. قد يبدأ ظهور الأسنان لدى الطفل من الشهر السادس، وقد يُكمل عامه الأول دون ظهور أي سن.

5. يحب إمساك الطعام واللعب به، فيمكنه إمساك طعام الأصابع ووضعه بفمه.

كيف نساعد نمو الطفل؟

ينمو الطفل وحده (حركياً، وإدراكياً، ولغوياً) دون أن نُوجهه، أو نجبره على تعلم أمور بعينها، بل هو يُلبي احتياجات طبيعية لديه للتعلم، فينمو ويتحرك حسب قدراته، وكل ما نستطيع فعله هو توفير بيئة آمنة، تسمح بنموه، ونزيل أية عوائق قد تُعيق هذا  النمو؛ لذا نجد من واجبنا  أن نعرف خصائص نمو الطفل حسب عمره (السمات العُمرية)، والاستجابة لمتطلبات المرحلة، فيمكننا مساعدة الطفل على النمو بمراعاة التالي:

أولاً: يُبدي الطفل فضوله تجاه الطعام قبل الشهر السادس، وتُوصي منظمة الصحة العالمية بإدخال الطعام للرضيع بعد إتمامه ستة أشهر من الرضاعة المُطلقة، فننصحك بالآتي:

1. إدخال الطعام للرضيع بعد أن يُتم الشهر السادس، فتبدأي بالخضروات مع تجربة كل صنف على حدى لثلاثة أيام متتالية، ثم تتُبعي الخضروات بالحبوب، وأخيراً الفاكهة.

2. متابعة الرضاعة فهي مصدر مهم لغذاء الرضيع، والحفاظ على مناعته، ولا تنسي أن إدخال الطعام للرضيع في هذه المرحلة هو مهم ليساعده على التعرف على الأطعمة المختلفة، والتعود على البلع، وليكون أكثر انفتاحا على الطعام المختلف بالمستقبل.

3. أن تجعلي إدخال الطعام للرضيع تجربة استكشافية غنية، فيمكنك تقديم الطعام في صورة صوابع، أي تقطعين الخضروات كقطع طويلة، ليتمكن الطفل من امساكها بنفسه وتوجيهها بيده نحو فمه؛ مما يُقوي  قبضته، ويُنمي قدرته على التحكم وتوجيه يده في الاتجاه الذي يُريده.

ثانياً: كما ذكرنا يبدأ الطفل بالاستعداد للزحف ، وقد يتمكن من الزحف بهذه المرحلة، لذا ننصحك بالآتي:

1. أن تتركي الطفل على الأرض كلما سنحت الفرصة، ليحاول الزحف، ويتعلم بالتجربة، وألا تتركيه مُقيداً للكرسي أو بعربة الأطفال لفترة طويلة.

2. تأكدي من خلو الأرض ( المساحة المُحيطة بطفلك) من أي ألعاب أو أشياء صغيرة يمكنه بلعها، فيختنق بها.

3. أن تُوفري له مساحة خالية من الأثاث، حتى يتمكن من الزحف، والتمرن عليه، دون الاصطدام بالأثاث.

4. ألا تتركي أي مشروب، أو طعام ساخن على طاولة قد يطولها، فقد يفاجئك طفلك بالوصول لها، وجذبها قبل أن تنتبهي له.

خصائص نمو الطفل من الشهر العاشر للشهر الثاني عشر

يُكمل الطفل مسيرة نموه الحركي، والإدراكي، ويزداد فضوله الاستكشافي نحو العالم من حوله، وبيئته المحيطة تحديداً، كما تتصاعد حاجته لتقليد الأطفال الأكبر سناً، فتزداد محاولاته للوقوف وحده دون مساعدة، وقد يخطو خُطواته الأولى، في أحد أيام هذه الشهور الثلاثة، ولا ننسى أن مهارة المشي ما هي إلا نمو حركي قد يختلف من طفل لآخر، فقد يسبق طفل في المشي طفل آخر بنفس عمره، وقد لا يُتقن الطفل المشي إلا بعد اتمامه عامه الأول، لكنه على الأقل سيقدر على التالي:

1. الوقوف وحده، أو مستنداً على الأثاث، أو ممسكاً بيدك، وقد ينقل خطواته مستنداً على الأثاث من حوله.

2. الجلوس وحده بعد أن كان واقفاً.

3. صعود بعض الدرجات وهو ممسك يدك.

4. أن يُطعم نفسه طعام الأصابع أفضل من الشهور السابقة، ويمكنه الأكل مستخدماً الملعقة.

دعينا لا ننسى أن هذه المرحلة لا تقتصر على النمو الحركي فقط،، بل يُظهر خصائص نمو إدراكي ولغوي، فيتعرف على الأشياء من حوله، ويُشير لها عندما تُسمينها له، وقد يفاجئك ويناديك (ماما)، إذا لم يكن قد فعلها من قبل، كما تستمر أسنانه بالنمو، وتظهر له أسنان جديدة.

كيف نساعد نمو الطفل؟

يحتاج الطفل في هذه المرحلة كثير من الحرية، فهو أصبح أقدر على الحركة، وأكثر احتكاكاً بالبيئة المحيطة به، لذا يقع على عاتق الأم والأب ترك له مساحة آمنة واسعة للحركة، ليتعلم بالتجربة، فهو يتعلم الوقوف بعد محاولات عديدة وسقطات كثيرة، ويتعلم المشي وحده كلما حاول وجرب أكثر، فهو يتعلم من أخطائه، وينجح بعد تجارب عديدة؛ لذا من المهم مراعاة التالي:

1. تقليل الأثاث، والأشياء، التي يمكن أن يصطدم بها الطفل خلال زحفه، أو محاولات مشيه، حيث تقضيان أغلب وقتكما بالمنزل.

2. عدم منع الطفل من التجربة، فهو يتعلم بالتجربة والخطأ.

3. احرصي على مراقبته بعناية، دون التدخل كثيراً، فلا تتدخلي إلا عند الضرورة لحمايته، إذا كان يُهدده خطر ما كسقوط الطاولة عليه، أو إذا اقترب من أقباس الكهرباء.

4. ألا تستخدمي المشاية المتداولة بمحلات مستلزمات المولود، لما تلحقه من ضرر بقدم الطفل، فتجعله يرتكز على أصابع قدمه، بدلاً من الارتكاز على قدمه بأكملها، كما قد تسبب تقوس بالرجلين كما يؤكد الخبراء.

5. دعيه يشارككم الجلوس لمائدة الطعام مع مراعاة أمانه، ووفري له طعام الأصابع، كما يمكنه مشاركتكم طعامكم نفسه مع مراعاة ما هو ممنوع قبل إتمامه للعام مثل(السكر، والملح، واللبن، وعسل النحل).

أخيرا معرفة خصائص نمو الطفل تساعدنا على الاستجابة لاحتياجاته أسرع وأفضل، بالطبع الطفل ينمو وحده دون توجيهنا، وبمساعدتنا يحقق نتائج أفضل، فدورنا كآباء وأمهات هو توفير بيئة آمنة تساعده على النمو، وإزالة العقبات التي قد تُعيق نموه، وبالتأكيد لن نتحكم بنمو الطفل ومتى يبدأ المشي أو إدراك أمور بعينها، بل نلعب دورنا في تسهيل هذه المرحلة لنمو الطفل.