تجربة الأمومة تجربة ليست سهلة، فهناك العديد من الأمور التي يحتاجها طفلك والتي تساعده لكي يتمتع بحياة هادئة ومستقرة وتتطور مهاراته وقدراته العقلية.
ويعد نوم طفلك بشكل هادىء ومستقر أبرز ما يثير قلقك واهتمامك طول الوقت خصوصاً بعد الولادة وحتى ثلاثة أشهر، حيث يعاني أغلب الأطفال في هذه الفترة من البكاء المتكرر أثناء النوم.
ولكي تجتازي هذه المرحلة من عمر طفلك يجب معرفة بعض النقاط الهامة التي سوف تؤهلك للتعامل المناسب مع طفلك في ضوء التجارب والدراسات التي تناولت مراحل تطور الأطفال خلال السنوات الأولى من عمرهم، وسوف نوضح لكِ أسرار نوم حديثي الولادة في السطور التالية.
عدد ساعات نوم الرضيع
قد تتفاجئين من كثرة عدد الساعات التي يقضيها طفلك الرضيع نائماً في الأيام الأولى بعد الولادة حيث تكون في المتوسط من 12 لـ 16 ساعة وقد تصل إلى 18 ساعة نوم يومياً، وهذا أمر طبيعي جداً حتى يبدأ الرضيع في التعوّد على البيئة الجديدة المحيطة به خلال أول شهر بعد الولادة.
النوم المتقطع ليلاً
من المعروف أن أي إنسان لا يمكنه أن ينام الليل كاملا، فلابد من أن يمر الإنسان بدورات نوم مختلفة، وبعد ولادة طفلك تصبح دورة نومه قصيرة تصل إلى 45 دقيقة، ومع مرور الوقت تبدأ دورة نوم طفلك في الزيادة لتنتقل من ساعة الى ساعتين، وهكذا الى أن يصل طفلك عمر السنة.
ولا داعي للقلق من كثرة مرات استيقاظ طفلك أثناء النوم خلال الليل، فقد يمر طفلك بما يقرب من 15 مرة يستيقظ فيها أثناء نومه، والتي يحتاج فيها الى مساعدتك لتهدئته واستعادة النوم.
نوم طفلك خفيف
احرصي على توفير مناخ هادئ ومستقر وبدون أي ازعاج لطفلك، حيث أن الأطفال في بداية عمرهم يستيقظون بمنتهى البساطة نتيجة لاي صوت أو حركة بسيطة. فطفلك يعاني من النوم الخفيف لدرجة كبيرة خلال هذه المرحلة.
يعود ذلك الى أن دماغ طفلك وجسده وجهازه العصبي يتطور بشكل كبير خلال هذه المرحلة ليتأقلم مع البيئة الخارجية.
القليل من الضوء يزعج طفلك
قد تعتقد بعض الأمهات أن وجود إضاءة خافتة قد لا يزعج الطفل، ولكن هذا اعتقاد خاطيء، فقد ينزعج طفلك من ضوء الهاتف المحمول أو ضوء التليفزيون أو ضوء الساعة أو غيرها من الأجهزة التي ينتج عنها اضاءة.
السبب في ذلك يعود إلى أن هذا الضوء يحفز إنتاج الكورتيزول، مما يقلل إنتاج الميلاتونين المسؤول عن تحفيز طفلك للنوم فيزعجه كثيراً. لذلك احرصي على إطفاء كافة الأجهزة الموجود في الغرفة المخصصة للنوم.
عدم تمييز بين الليل والنهار
في حقيقة الأمر لا يشعر طفلك بالفارق بين الليل والنهار، حيث أننا جميعاً لدينا ساعة داخلية تقوم بتنبيهك وقت النوم ووقت الاستيقاظ في ظل ردود أفعالنا تجاه الضوء أو غيابه، وطفلك أثناء وجوده في بطنك أثناء الحمل كان يتلقى البعض من الكورتيزول عبر الحبل السري خلال النهار والقليل من الميلاتونين أثناء فترة الليل، مما كان يساعده على تنظيم نومه، ولكن بعد الولادة يفقد طفلك هذا التنظيم ويبدأ في وضع نظام جديد مختلف تماماً، فلا داعي للشعور بالقلق تجاه اضطرابات النوم وعدم الانتظام.
وسوف يبدأ طفلك في تطوير نفسه مع مرور الوقت ولكن خلال الفترة الأولى من عمر طفلك اعلمي جيداً أنه لا يستطيع التمييز بين الليل والنهار.
الاستيقاظ مبكراً
اعلمي جيداً أن طفلك في الأسابيع الأولى من ولادته وخلال الثلاثة أشهر الأولى يستيقظ مبكراً في بعض الأوقات مع شروق الشمس. وهذا لا يستدعي القلق فهي ردة فعل طبيعية، وسوف يبدأ طفلك في تعلم واكتساب عادات جديدة ونظام نوم مناسب مع مرور الوقت.
طفلك يخاف من الاستلقاء على ظهره
قد يشعر طفلك بالخوف من الاستلقاء على ظهره خلال الشهور الأولى من ولادته نتيجة شعوره بالسقوط وهي غريزة تسبب له الاستيقاظ والانزعاج، لذلك تجبني انزاله بسرعة أثناء وضعه على السرير المخصص للنوم.
قماط للنوم
يفضل أن تقومي بلف طفلك خلال الأسابيع الأولى من ولادته بقماط محكم ودافئ مما يساعده على الشعور بالراحة والأمان، حيث أن طفلك ظل لمدة 9 أشهر داخل رحمك في مكان دافيء ومحكم، كما أن قماط النوم يساعد طفلك على التطور والنمو بشكل سليم خلال الأسابيع الأولى من الولادة.
توفير الرضعات الليلية
خلال الفترة الأولى من عمر طفلك يفضل نومه بجانبك لتوفير الرضاعة طوال الليل، وفي حالة الرضاعة الصناعية يفضل أن تقومي بتوفير الرضعات الليلية تجنباً لحدوث أي فوضى أو إزعاج لطفلك واستيقاظه في حالة الشعور بالجوع.
والآن أنتِ على دراية جيدة بأسرار نوم حديثي الولادة، فاحرصي على الالتزام واستيعاب هذه المرحلة من عمر طفلك، حتى يتمكن من تطوير مهارات ويكتسب عادات جديدة تساعده على تنظيم نومه بشكل أفضل مع مرور الوقت.